الأحد، 22 أكتوبر 2017

الهكسوس

من هم الهكسوس 



الهكسوس قوم ظلمهم التاريخ بأيدي الكتاب والمؤرخين الذين حاولوا طمس تاريخهم وحضارتهم ما أمكنهم ؛ ظُلموا في تسميتهم كما ظُلموا في تاريخهم وحضارتهم ؛ فنرى أحد الكتاب المرموقين يذهب لترجمة إسمهم من ملوك الخيل إلى البدو أو الرعاة أو يسميهم على أحسن تقدير بالملوك الرعاة ؛ ورغم أنهم وُجدوا قبل الإسلام بقرون ؛ ورغم أن أروع مآثرهم أنهم إحتضنوا سيدنا يوسف عليه السلام ومن بعده سيدنا يعقوب عليه السلام وزوجته وأبناءه الأسباط ؛ ورغم أنهم جعلوا سيدنا يوسف مكين أمين وجعلوه على خزائن الأرض ( وقال الملك إئتوني به أستخلصه لنفسي ؛ قال إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ؛ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأمنها حيث يشاء ... ) ورغم أنهم سمحوا لسيدنا يوسف بإستقدام كل أهله إلى مصر ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ... ) ورغم أن سيدنا يوسف عليه السلام كان له بين الهكسوس ما يشبه الوضع الملكي (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ) ورغم أن حكم العدل كان سارياً بين الهكسوس ( يوسف أعرض عن هذا وإستغفري لذنبك إنك كنتِ من الخاطئين ) ورغم أن الإشارات الإيمانية كانت سارية حتى عند الطبقة الحاكمة في المجتمع ( قالت إمرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ؛ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ؛ وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) رغم كل ذلك إلا أننا نجد كاتب بحجم أحمد شلبي يُسقط الآية الكريمة التي تتحدث عن كفر الأعراب عليهم ( الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ) وهذا قمة الظلم والإجحاف ومجانبة المنطق في حق قومإحتضنوا الأنبياء وكرموهم وتركوا لهم الحرية الكاملة في تصريف شؤون البلاد والعباد ...!!

الهكسوس : أصل التسمية
( هك - سوس ) = ( هك = حق ؛ سوس = حصان ) = ( حق الحصان ) = ( مالك الحصان ) = ( ملوك الخيل ) 
الهكسوس عرب جاءوا من فلسطين وبلاد الشام وتوجهوا إلى مصر وتغلبوا على الفراعنة وهزموهم وكونوا أسر حاكمة أمتد حكمها لما يقارب الثلاثمائة عام ( وخلال فترة حكمهم كانت رحلة سيدنا يوسف إلى مصر بعد بيعه ) .
كان الهكسوس متفوقون جداً على الفراعنة في كل شيء وخاصة إستخدام الحديد ... والأخطر صناعة العربة التي يجرها الحصان وهي تساوي في وقتنا الحاضر ناقلة الجند أو الدبابة ...!!
لمعرفة الهكسوس بأسرار الحديد سجلوا لأنفسهم براءآت إختراع كثيرة لم تكن معروفه حتى وقتهم ... فصنعوا لأول مرة في التاريخ عربة يجرها الحصان تحمل رجلان مقاتلان أو أكثر ... يتفرغ أحدهم لقيادة الحصان رغم كونه مقاتل ويتفرغ الثاني للقتال تماماً ... وبهذه الطريقة إستطاعوا هزيمة الفراعنة والتغلب عليهم .
لقد أرشدنا القرآن الكريم للتمايز الواضح والفرق بين الفراعنة والهكسوس في كثير من آياته المعجزة .
فالقرآن الكريم عندما يتحدث عن الفراعنة وخاصة الحكام منهم يتحدث عنهم بلقب ( فرعون ) دائماً وأبداً ؛ وحينما يتحدث عن حكام مصر من الهكسوس يتحدث عنهم بلقب ( ملك ) وهذا واضح في قصة سيدنا يوسف عليه السلام .
كان الفراعنة يحكمون مصر لفترة طويلة ثم جاء الهكسوس من فلسطين والشام وحكموا مصر ثلاثمائة عام ؛ فكانوا بذلك يحكمون الشام ومصر ؛ ولأن سيدنا يعقوب عليه السلام وأسرته بما فيهم سيدنا يوسف عليه السلام
مقيمون في أرض فلسطين التي يحكمها الهكسوس كان سهل عليهم أن ينتقلوا إلى مصر التي يحكمها الهكسوس ؛ وهم بذلك إنما يتنقلون بين ولايات هكسوسية ؛ وهو ما جعلهم ليسوا غرباء في مصر بل وتبوؤوا مناصب محترمة في مصر الهكسوسية وحظوا بعناية ورعاية منقطعة النظير وجاؤوا بكل من رغب من أهلهم من فلسطين إلى مصر ليعيشوا هناك في رغد وهناء ويمارسوا دينهم كما يحلوا لهم بين الهكسوس الذين يعرفونهم من قبل .
كلنا يعلم أن بني إسرائيل عاشوا بين المصريين في سعادة وهناء ورضا فما الذي تغير وجعلهم منبوذون في مصر ؛ ومضطهدون ومطاردون وذكورهم معرضون للإبادة بنص القرآن الكريم ...؟؟

الخميس، 19 أكتوبر 2017

مصطفى كامل باشا

"لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا، أحراراً في أوطاننا، كرماءً مع ضيوفنا، الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية، لا حياة مع اليأْس ولا يْأس مع الحياة، إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة".
أقوال مأثورة لزعيم عاش حياته من أجل قضايا وطنه، فانتقل بين مصر وفرنسا، وأوروبا حتى يحقق ماكان يصبو إليه.
يواكب اليوم ذكرى ميلاد ولد الزعيم مصطفى كامل، في 14 أغسطس 1874، بقرية كتامة التابعه لمركز بسيون بمحافظة الغربية، لأب هو علي محمد من ضباط الجيش المصري، أنجبه بعد  أن بلغ سن الستين من عمره.
وكان الزعيم من أكبر المناهضين للاستعمار، ومن أكبر من نادوا بالنهضة وأهمية التعليم، وفضح جرائم الاحتلال والتنديد بها فى المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواى، إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر.

نشأته
تلقى مصطفى كامل تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس مختلفة، ثم التحق بالمدرسة الخديوية وفيها بدأت رحلته نحو النضال بعد أن أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه.
حصل الزعيم على الثانوية، والتحق بمدرسة الحقوق في1891 وتنقل بين عدد من الجمعيات الوطنية، ثم التحق في عام 1893 بمدرسة الحقوق الفرنسية، وأكمل دراسته بكلية حقوق "تولوز"، ليحصل منها على شهادة الحقوق.
بدء مسيرة النضال
وعاد مصطفى كامل إلى مصر ليلعب دورا مهما ميدانيا وخطابيا وصحفيا في الاكتتاب لتأسيس جامعة مصرية "جامعة القاهرة"، بعد أن ذاع صيته، وألف فى تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس"، التى تعتبر أول مسرحية مصرية.
ودعا بعدها في أوروبا لنصرة القضية المصرية ودعمته في ذلك دعائيا الصحفية الفرنسية، المعروفة آنذلك "جولييت"، ليصدر في عام 1900 جريدة "اللواء" اليومية .

مصطفى كامل يرفض تكريمه

رفض مصطفى كامل فى أثناء وجوده بفرنسا للدفاع عن القضية المصرية والتنديد بوحشية الإنجليز بعد حادثة دنشواي، تكريمه من لجنة تأسست فى مصر للقيام باكتتاب عام لدعوته إلى حفل كبير وإهدائه هدية تقديرا  لدوره فى خدمة البلاد، باعتبار أن ما يقوم به من واجب وطنى لا يصح أن يكافأ عليه.
توفى الزعيم مصطفى كامل عن عمر يناهز 34 عامًا فى 10 فبراير 1908.